فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج عبد بن حميد عن السدي قال: إن أول اسم سمياه عبد الرحمن فمات، ثم سمياه صالحًا فمات، يعني آدم وحواء.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: كانت حواء تلد لآدم أولاد. فتعبدهم لله، وتسميه عبد الله وعبيد الله ونحو ذلك فيصيبهم الموت، فأتاها إبليس وآدم فقال: إنكما لو تسميانه بغير الذي تسميانه لعاش، فولدت له رجلًا فسماه عبد الحارث، ففيه أنزل الله: {وهو الذي خلقكم من نفس واحدة} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال: كان هذا في بعض أهل الملل وليس بآدم.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه قرأها {حملت حملًا خفيفًا فمرت به}.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن سمرة في قوله: {حملت حملًا خفيفًا}.
قال: خفيفًا لم يستبن، فمرت به لما استبان حملها.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فمرت به} قال: فشكت أحملت أم لا.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أيوب قال: سئل الحسن عن قوله: {حملت حملًا خفيفًا فمرت به} قال: فشكت أحملت أم لا.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أيوب قال: سئل الحسن عن قوله: {حملت حملًا خفيفًا فمرت به} قال: لو كنت عربيًا لعرفتها، إنما هي استمرت بالحمل.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {حملت حملًا خفيفًا} قال: هي من النطفة {فمرت به} يقول: استمرت.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فمرت به} قال: فاستمرت به.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {فمرت به} قال: فاستمرت بحمله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {فمرت به} قال: فاستمرت بحمله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران في قوله: {فمرت به} قال: استخفته.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي {فلما أثقلت} قال: كبر الولد في بطنها.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح في قوله: {لئن آتيتنا} قال: أشفقا أن يكون بهيمة، فقالا: لئن آتيتنا بشرًا سويًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: أشفقا أن لا يكون إنسانًا.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {لئن آتيتنا صالحًا} قال: غلامًا سويًا.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله: {فجعلا له شركاء} قال: كان شركا في طاعة، ولم يكن شركا في عباده.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {فجعلا له شركًا} بكسر الشين.
وأخرج عبد بن حميد عن سفيان {جعلا له شركاء} قال: أشركاه في الاسم قال: وكنية إبليس أبو كدوس.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن السدي قال: هذا من الموصل والمفصول قوله: {جعلا له شركاء فيما آتاهما} في شأن آدم وحوّاء، يعني في الأسماء {فتعالى الله عما يشركون} يقول: عما يشرك المشركون ولم يعيِّنهما.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ما أشرك آدم أن أولها شكر وآخرها مثل ضربه لمن بعده.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {فتعالى الله عما يشركون} هذه فصل بين آية آدم خاصة في آلهة العرب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال: هذه مفصولة اطاعاه في الولد {فتعالى الله عما يشركون} هذه لقوم محمد.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {جعلا له شركاء} قال: كان شركًا في طاعته ولم يكن شركًا في عبادته، وقال: كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى، رزقهم الله أولادًا فهوّدوا ونصروا.
وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله: {فتعالى الله عما يشركون} قال: يعني بها ذرية آدم ومن أشرك منهم بعده.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {فتعالى الله عما يشركون} قال: هو الانكاف أنكف نفسه يقول: عظم نفسه، وانكفته الملائكة وما سبح له.
وأخرج ابن حميد وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال: هذا في الكفار، يدعون الله فإذا آتاهما صالحًا هوّدا ونصرا، ثم قال: {أيشركون ما لا يخلق شيئًا وهم يخلقون} يقول: يطيعون ما لا يخلق شيئًا وهي الشياطين لا تخلق شيئًا وهي تخلق {ولا يستطيعون لهم نصرًا} يقول: لمن يدعوهم. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
قوله جلّ ذكره: {وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلا أَنفُسَهُم يَنْصُرُونَ}.
مَنْ حَكَمَ بأنه ليس في مقدور الحق شيء لو فعله اسم الجاهل طوعًا إلا فعله فقد وصف بأنه لا يقدر على نصره فَمُضَاهٍ الذي يعيد الجماد ونعوذ بالله من الضلالة عن الرشاد. اهـ.

.تفسير الآية رقم (193):

قوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما تبين من هذا الاستفهام الإنكاري المعجب من حالهم في ضلالهم في أسلوب الغيبة أن من أشركوه ليس فيه نوع قابلية لما أهلوه، فإن المعبود يجب أن يكون قادرًا، ومن كان عاجزًا نوع عجز كان مربوبًا، وكان للتنبيه بالخطاب ما ليس له بالغيبة؛ أتبع ذلك في إسلوبه تعجيبًا آخر منهم أشد من الأول، وذلك أن معبوداتهم التي أشركوا بها كما أنها لا تفعل شيئًا من تلقاء أنفسها، لا تفعله عند دعاء الداعي ولا تهتدي إليه فقال تعالى: {وإن تدعوهم} أي وإن تدعوا أيها المشركون أصنامكم دعاء مستمرًا متجددًا {إلى الهدى} أي إلى الذي يدل الداعي إليه قطعًا، على أن المتخلف عنه سيىء المزاح، محتاج إلى العلاج، لكونه تخلف عما لا يتخلف عنه من له نوع صلاح لكونه أشرف الأشياء، فالمتخلف عنه راض لنفسه بالدون {لا يتبعوكم} أي في ذلك الهدى الذي دعوتموهم إليه ولم بالغتم في الاستتباع، ولعله عبر بصيغة الافتعال إشارة إلى أنها لا يتصور منها قصد التبع فضلًا عن إيجاده، ثم بين أن ذلك ليس بأمر عارض، بل هو مستمر دائم بقوله مستأنفًا تأكيدًا للمعنى: {سواء عليكم}.
ولما كان السواء لا يكون إلا بين أمرين، تشوف السامع إليهما فقال؛ {أدعوتموهم} أي وجد منكم ذلك الدعاء الذي أشير إلى استمراره، وعبر بالاسمية إشارة إلى أنهم لا يدعونهم في وقت الشدائد، بل يدعون الله فقال: {أم أنتم صامتون} أي عن ذلك على الدوام على عادتكم في الإعراض عن دعائهم في أوقات الملمات، فالذين يدعون معتقديهم في وقت الضرورات أقبح حالًا في ذلك من المشركين ويجوز أن تكون الآية من الاحتباك، فيكون نظمها: أدعوتموهم مرة أو أنتم داعوهم دائمًا أم صَمَتُّمْ عن دعائهم في وقت ما أم أنتم صامتون دائمًا عن دعائهم، حاكم في كل هذه الأجوبة سواء في عدم الإجابة، لا اختلاف فيه بوجه، دل بالفعل أولًا على حذف مثله ثانيًا، وبالاسم ثانيًا على حذف مثله أولًا. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

ثم قال: {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الهدى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ}.
واعلم أنه تعالى لما أثبت بالآية المتقدمة أنه لا قدرة لهذه الأصنام على أمر من الأمور، بين بهذه الآية أنه لا علم لها بشيء من الأشياء، والمعنى أن هذا المعبود الذي يعبده المشركون معلوم من حاله أنه كما لا ينفع ولا يضر، فكذا لا يصح فيه إذا دعى إلى الخير الأتباع.
ولا يفصل حال من يخاطبه ممن يسكت عنه، ثم قوى هذا الكلام بقوله: {سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صامتون} وهذا مثل قوله: {سَوَاء عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ} [البقرة: 6] وذكرنا ما فيه من المباحث في تلك الآية إلا أن الفرق في تلك الآية عطف الفعل على الفعل، وهاهنا عطف الاسم على الفعل، لأن قوله: {أَدَعَوْتُمُوهُمْ} جملة فعلية: وقوله: {أَمْ أَنتُمْ صامتون} جملة إسمية.
واعلم أنه ثبت أن عطف الجملة الإسمية على الفعلية لا يجوز إلا لفائدة وحكمة، وتلك الفائدة هي أن صيغة الفعل مشعرة بالتجدد والحدوث حالًا بعد حال، وصيغة الاسم مشعرة بالدوام والثبات والاستمرار.
إذا عرفت هذا فنقول: إن هؤلاء المشركين كانوا إذا وقعوا في مهم وفي معضلة تضرعوا إلى تلك الأصنام، وإذا لم تحدث تلك الواقعة بقوا ساكتين صامتين، فقيل لهم لا فرق بين إحداثكم دعاءهم وبين أن تستمروا على صمتكم وسكوتكم، فهذا هو الفائدة في هذه اللفظة. اهـ.

.قال السمرقندي:

{وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الهدى}.
قال الكلبي يعني: الآلهة.
وإن يدع المشركون آلهتهم إلى أمر {لاَ يَتَّبِعُوكُمْ} يعني: لا يتّبعهم آلهتهم {سَوَاء عَلَيْكُمْ} يا أهل مكة {أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صامتون} لا تعقل شيئًا لأنه ليس فيها روح.
وقال مقاتل: {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الهدى} يعني: كفار مكة {لاَ يَتَّبِعُوكُمْ} لا يتبعونكم يعني: النبي صلى الله عليه وسلم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون فلا يؤمنون قرأ نافع {لاَ يَتَّبِعُوكُمْ} بجزم التاء وقرأ الباقون بالنصب والتشديد {لاَ يَتَّبِعُوكُمْ} وهما لغتان تبعه وأتْبعه معناهما واحد. اهـ.

.قال ابن عطية:

قوله تعالى: {وإن تدعوهم إلى الهدى} الآية، من قال إن الآيات في آدم عليه السلام قال إن هذه مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته مستأنفة في أمر الكفار المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم، و{لهم} الهاء والميم من {تدعوهم}، ومن قال بالقول الآخر قال إن هذه مخاطبة للمؤمنين والكفار على قراءة من قرأ {يشركون} بالياء من تحت، وللكفار فقط على من قرأ بالتاء من فوق على جهة التوقيف، أي إن هذه حال الأصنام معكم إن دعوتموهم لم يجيبوكم إذ ليس لهم حواس ولا إدراكات، وقرأ نافع وحده {لا يتْبَعوكم} بسكون التاء وفتح الباء وقرأ الباقون {لا يتَّبِعوكم} بشد التاء المفتوحة وكسر الباء والمعنى واحد، وفي قوله تعالى: {أدعوتموهم أم أنتم} عطف الاسم على الفعل، إذ التقدير أم صمتم ومثل هذا قول الشاعر: [الطويل]
سواء عليك الفقر أم بت ليلة ** بأهل القباب من نمير بت عامر

. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {وإن تدعوهم}.
فيه قولان:
أحدهما: أنها ترجع إلى الأصنام، فالمعنى: وإن دعوتم أيها المشركون أصنامكم إلى سبيل رشاد لا يتبعوكم، لأنهم لا يعقلون.
والثاني: أنها ترجع إلى الكفار، فالمعنى: وإن تدع يا محمد هؤلاء المشركين إلى الهدى، لا يتَّبعوكم، فدعاؤكم إياهم وصمتكم عنهم سواء، لأنهم لا ينقادون إلى الحق.
وقرأ نافع: {لا يَتْبعوكم} بسكون التاء. اهـ.